ايطاليا جنة كرة القدم ... تسمية لم تأني من فراغ ...
بسم الله الرحمن الرحيم
وصف الأسطورة الأرجنتينية مارادونا ايطاليا بأنها جنة كرة القدم ... هذه التسمية لم تطلق على ايطاليا فقط لأن أنديتها كانت تعج بأبرز النجوم العالمية ... و لكن هناك مفارقة قد لا يعلمها الكثيرون ...
شهدت كرة القدم العالمية تطوراً كبيرا في الثمانينات ... هذا التطور يسلم به الخبراء و بعضهم يعتبر كرة القدم الحديثة ولدت في الثمانبنات حيث ولد الاساطير و تطور التكتيك و بدأت المنافسة الحقيقة ....
ايطاليا لم تحتكر النجوم وقتها ... و لكن لم يكن هناك نجم يفوز مع منتخب بلاده ببطولة دولية إن لم يكن يلعب بالدوري الايطالي ... و لم يكن هناك منتخب يفوز ببطولة إن لم يكن أغلب نجومه يلعبون في الكالشيو ... و المفارقة أن نفس النجوم عندما غادروا ايطاليا عجزو عن الفوز بالبطولات مع منتخباتهم ...
البداية في مونديال 1982 .. وقتها قاد باولو روسي نسور الكالشيو للتويج باللقب العالمي ... تاركين الدهشة على وجوه رومنيغة و زيكو و سقراط و بلاتيني و مارادونا .... معلنين بدء حقبة الكالشيو في سماء البطولات الحديثة حيث التكتيك و النجوم ...
في يورو 1984 قاد نجم اليوفي ميشيل بلاتيني منتخب بلاده فرنسا للفوز بالبطولة متصدرا قائمة الهدافين برصيد 9 أهداف مع أنه لاعب وسط ميدان و معلناً عن نفسه النجم الأوحد لتلك البطولة ..
في مونديال 1986 قاد نجم نابولي الأسطورة مارادونا منتخب بلاده للفوز بكأس العالم في بطولة سميت ببطولة مارادونا ...
في يورو 1988 قاد ثلاثي ميلان الهولندي (فان باستن - رود غوليت - ريكارد) لأول لقب في تاريخ هولندا ....
في مونديال 1990 قاد رباعي الانتر(بريمه - ماتيوس - فوللر - كلينسمان) المنتخب الألماني للفوز باللقب بعد الفوز على منتخب الارجنتين (ماردونا نابولي و كانيجيا روما) في النهائي ... حيث حل المنتخب الايطالي في المركز الثالث ...
في مونديال 1994استخدمت البرازيل التكتيك الايطالي لتعود الى منصات التتويج على حساب فرسان الكالشيو ايطاليا في النهائي ... قاد روماريو هداف برشلونة تشكيلة من لاعبي الكالشيو على رأسهم دونغا و الدايير و تافاريل و كافو للفوز في النهائي على زملاء باجيو ...
في يورو 1996 قاد أوليفار بيرهوف مهاجم ميلان المنتخب الألماني للتتويج باللقب برأسية ذهبية في مرمى نيدفيد و رفاقه ...
في مونديال 1998 و يورو 2000 قاد نجم اليوفي و اسطورة فرنسا زيدان منتخب بلاده للقبين متتالين مع ثلة من لاعبي الكالشيو وقتها أبرزهم ديشامب و تريزيغيه و دوساييه و دجوركاييف ... و المفارقة أن زيدان بعد انتقالة من اليوفي لم ينجح بتكرار الانجاز مع منتخب بلاده ...
في مونديال 2002 قاد نجم الانتر البرازيلي رونالدو منتخب بلاده للفوز باللقب ... و لم يستطع ايضاً تكرار الانجاز بعد انتقاله من الانتر ...
في مونديال 2006 فاز نجوم الكالشيو باللقب الرابع لإيطاليا ... هذا اللقب الذي يعتبره الكثيرون نهاية الحقبة التاريخية لجنة كرة القدم بعد فضيحة الكالشيو بولي التي عصفت بالكرة الايطالية و تركت المجال لجارتها اسبانيا للعب دور البطولة على المستويات العالمية ....
هذه الأرقام و غيرها تدل على قيمة الكالشيو و قوة المنافسة فيه و قدرته على تحضير اللاعبين نفسياً و تنافسياً و بدنيا ليكونوا على أتم الجاهزية في الاستحقاقات العالمية لتكون ايطاليا بحق جنة كرة القدم ....
ليست هناك تعليقات